الأحد، 10 فبراير 2008

رشا شربتجي : الرقابة ذاتية للهروب من الرقيب!


تخرج «يوم ممطر آخر» عن نساء ثلاثينيات


دمشق : لا تكف المخرجة رشا شربتجي في أعمالها الدرامية عن طرق قضايا إشكالية في المجتمع، بوصفها مادة درامية لا تضع المشاهد في موقع الحياد منها. وفي «يوم ممطر آخر»، المسلسل الذي تقوم بتصويره الآن، تعود شربتجي إلى ما بدأته في مسلسل «أشواك ناعمة» من معالجة لقضايا شبابية إشكالية، تبدو في ظاهرها بسيطة، عبر حكايات منفصلة ومتصلة لشباب بأعمار متفاوتة، لكنها تغوص في صلب علاقاتهم الاجتماعية، وتعرض لأسباب فشلها أو نجاحها. في حوارها مع «السفير»، ترى المخرجة شربتجي أن إغراء عملها الجديد « يوم ممطر آخر» يكمن في «بساطته إلى درجة العمق»، شارحة ذلك بالقول: «المسلسل من لحم دم، وكاتبته يم مشهدي تمتلك قدرة فائقة على نقل الحياة بتفاصيلها، من دون أن تطرح مشاكلها بشكل فج، هي مشاكل بسيطة جداً، لكنها سرعان ما تكشف عن معضلات أعقد بكثير». لا يتوقف إغراء العمل بالنسبة للمخرجة شربتجي، عند حكايته البسيطة ـ المعقدة وإنما يتعداه إلى توجهه إلى شريحة يعالج البرنامج مشاكلها « دائما يتم تجاهل العقد الثالث عند المرأة في الدراما، وفي العمل ثمة طرح لمشكلات أكثر من شخصية تواجهها النساء في هذا العمر، وتحديداً المتزوجات منهن». تؤكد المخرجة شربتجي أن في العمل «طرحا جريئا»، ولا تنفي وجود «إسقاطات سياسية لعدد من المشكلات التي يقدمها»، لكن هذه الإسقاطات تأتي في سياقاتها الحياتية الطبيعية، كما تصر المخرجة شربتجي: «فنحن لا نقدر على فصل السياسة عن الحياة الاجتماعية، وبالعموم أي مشكلة اجتماعية لها جذور سياسية». ولع رشا شربتجي بالقضايا الإشكالية المثيرة للجدل منذ عملها الأول «قانون ولكن»، ترافق مع فهم خاص لمهمة الرقيب، فهي، بعكس الكثير من المخرجين ترى أن «الرقيب ليس عدواً»، مشيرة إلى ان السبب وراء نجاة أعمالها من مقص الرقيب هو.. الرقابة الذاتية! نافية ان يؤدي ذلك إلى تشكيل عائق في وجه العمل الابداعي، فبحسب شربتجي «المسألة واضحة في المجتمعات الشرقية، الأبيض أبيض والأسود أسود، ومن الممكن ان تذهب في طرح أي موضوع إلى حد معين تقف عنده، ثم تمرر الرسالة بذكاء». إشكالية الموضوع، وطريقة معالجتها لأكثر المسائل حساسية ليست وحدها ما يميز أعمال شربتجي الدرامية، فالحشد الكبير للممثلين في أعمالها، ولا سيما الشباب منهم، سمة أخرى تضاف لتجربتها، وفي هذا العمل أيضاً تحضر أسماء عدد كبير من الممثلين الشباب منهم سلاف فواخرجي، سلاف معمار، لورا أبو أسعد، وائل رمضان، نضال سيجري، تاج حيدر، قمر خلف، قصي خولي، رامي حنا، كندة علوش.. بالإضافة إلى عدد من نجوم الدراما السورية المخضرمين مثل سمر سامي، سلمى المصري، خالد تاجا، نبيلة النابلسي، ثناء دبسي وآخرون.

ليست هناك تعليقات: